بصدد التفوق الغربي

83 مشاهدة
admin
مقالات
بصدد التفوق الغربي

 

 

إمبيرتو إيكو

ترجمة : سعيد بنگراد

تقديم

بعد العمل الإرهابي الذي ضرب برج التجارة العالمي في نيويورك أطلق البعض في الغرب العنان لتصريحات تدين العالم العربي الإسلامي بشكل صريح، كما فعل بيرلوسكوني ( رئيس وزراء إيطاليا)، الذي اعتبر الحضارة الغربية أكثر رقيا من الحضارة الإسلامية، أو جورج بورج الذي وصف هذا العمل “بالحرب الصليبية” الجديدة. وبعدها أيضا كثر الحديث عن حرب الحضارات وصراعها وتصادمها. بل يمكن القول إن أشياء كثيرة في تفكير الغربيين وتصورهم ” للشرق” ما كانت لتكشف عن نفسها لولا هذه الهزة التي اعتبرت أولى حروب الألفية الثالثة.

وفي هذا السياق كتب أومبيرتو إيكو مقالا في جريدة لوموند يناقش فيه اختلاف الثقافات وتنوعها وكذا معايير الحكم عليها، وقد اشتمل المقال على آراء كثيرة قد لا نتفق معها جميعها، لكننا لا يسعنا إلا أن نحيي موقفه الشجاع من الذين يصنفون العالم العربي الإسلامي ضمن ” المجتمعات الإرهابية الحاقدة على رفاهية الغرب ورقيه”. وهذا النص هو الذي نقدمه هنا لقراء العربية.

 

الترجمة

كل الحروب التي أدمت العالم كانت نتيجة اعتقاد انفعالي في ثنائيات تبسيطية من قبيل : نحن والآخرون، الطيبون ضد الأشرار، البيض في مواجهة السود. وإذا كانت الثقافة الغربية تفتخر بخصوبتها ( بدءا من عصر الأنوار إلى الآن، وأيضا منذ أن كان الفرانسيسكي روجي باكون يدعو الناس إلى تعلم اللغات، لأننا قد نتعلم من “الكفار ” أشياء كثيرة)، فلأنها قامت بجهد كبير  للقضاء على التبسيطات المضرة باعتمادها البحث وتنمية الحس النقدي.

بطبيعة الحال، لم تنجح دائما في مسعاها هذا. فهتلر الذي أحرق الكتب وأدان الفن ” المنحل “و قتل الأعراق الدونية كان غربيا، والفاشية تنتمي إلى الثقافة الغربية أيضا، لكنها علمتني في المدرسة أناشيد تقول: “ليلعن الله الانجليز”، لأنهم في نظرها شعب يأكل خمس مرات في اليوم الواحد، إنه شره ودوني قياسا بالشعب الإيطالي الذي كان زاهدا ويعيش حياة بسيطة. وعليه، إذا كنا لا نريد أن تتهاوى أبراج جديدة الآن أو بعد مماتنا، فعلينا أن نناقش المظاهر الجميلة من ثقافتنا مع شبابنا من جميع الاتجاهات.

هناك أشياء كثيرة تشوش علينا: لا نستطيع عادة التمييز بين التماهي ( التطابق) وبين الجذور التي ننتمي إليها، ولا نستطيع فهم أولئك الذين ينتمون إلى جذور مختلفة، كما لا نعرف كيف نميز بين الرديء والجيد. وفي حالتي : إذا طلب مني أين أريد أن أقضي حياتي بعد التقاعد، هل في قرية مونتيفيراطو حيث الفضاء الرائع للأبروز، أم فوق الهضاب الهادئة التي تحيط ب سْيين، فإنني سأختار مونتيفيراطو. ولكن هذا لا يعني أنني أحكم على مناطق أخرى في إيطاليا بأنها أقل شأنا من بييمون.

وعلى هذا الأساس، إذا كان ما قاله رئيس وزراء إيطاليا بيرلوسكوني عن ” تفوق الحضارة الغربية ” يعني أنه يفضل أن يعيش في أركور بدل كابول، ويتلقى علاجه في مستشفى بميلانو بدل مستشفى في بغداد، فأنا أشاطره الرأي ( إلا ما كان من أركور). فحتى إذا قيل لي بأن في بغداد مستشفى مجهزا بأحدث الأجهزة، فإنني أفضل ميلانو لأنني سأشعر فيها وكأنني في بيتي، وهذا أمر يزيد من فرص شفائي. وقد يكون للجذور معنى أوسع مما سبق ذكره. إنني أفضل العيش في ليموج، على أن أعيش في موسكو، لماذا ؟ هل موسكو ليست مدينة جميلة؟ كلى بالتأكيد، ولكنني أفضل ليموج لأنني أجيد اللغة الفرنسية.

وباختصار، يمكن القول إن الفرد يتماهى مع الثقافة التي تربى في كنفها، وحالات الاستنبات الجذري، إذا كان هناك فعلا استنبات، فهي حالات قليلة. كان لورانس العرب يلبس بنفس طريقة العرب، لكنه عاد في النهاية إلى وطنه.

ولنمر الآن إلى المقارنة بين الحضارات، فما نناقشه يخص هذه القضية في نهاية المطاف. لقد كان الغرب دائما مولعا بمعرفة حضارات الآخرين، حتى وإن كان ذلك يعود إلى أسباب اقتصادية. ولقد قام بتصفية هذه الحضارات مرات عديدة بلا رحمة. لقد كان اليونانيون يطلقون اسم ” البربر” (الذين يشكون من عي في النطق) على كل الذين لا يتكلمون لغتهم، وهو ما يعني منعهم من الكلام مطلقا. ولكن كان هناك يونانيون أكثر نباهة، مثل الرواقيين ( ربما لأن البعض منهم كان من أصل فينيقي) انتبهوا إلى أن البربر يستعملون كلمات تختلف عن كلمات اليونانيين ولكنها تحيل على الفكر نفسه.

ابتداء من النصف الثاني من القرن التاسع عشر تطورت الانتروبولوجيا الثقافية باعتبارها محاولة لمعالجة الغرب من مرض مقارناته مع الآخرين، وخاصة أولئك الذي كان ينظر إليهم باعتبارهم متوحشين، مجتمعات بلا تاريخ، أي شعوبا بدائية. ولقد كان هدف الأنتروبولوجيا الثقافية هو البرهنة على وجود منطق مختلف عن منطق الغرب، ويجب بالتالي التعامل معه بجدية لا باحتقار وقمع.

إن الدرس الحقيقي الذي يجب استخلاصه من الأنتروبولوجيا الثقافية يتمثل في ضرورة الاستناد إلى معايير محددة كلما أردنا أن نبرهن على رقي هذه الثقافة ودونية تلك. فالثقافة شيء ومعايير الحكم عليها شيء آخر. فبالإمكان تقديم وصف موضوعي، وإن بشكل نسبي، للثقافة، كالقول مثلا بأن هؤلاء الأشخاص يتصرفون وفق هذا النمط من السلوك، ويؤمنون بالجن وبإله واحد وسِع ملكه الطبيعة كلها، إنهم يعيشون في عشيرة وفق قواعد بعينها، ويعتقدون أن من سمات الجمال التوفر على أنف مثقوب ( وهو ما قد يتطابق مع ثقافة الشباب الغربي )، ويعتقدون أن لحم الخنزير غير طاهر، ويمارسون الختان، ويربون كلابا يصنعون منها وجبات لذيذة في حفلاتهم، أو هم أكلة الضفادع، كما يقول الأمريكيون عن الفرنسيين.

وبطبيعة الحال، فإن الأنتروبولوجي يعرف جيدا أن الموضوعية قد تذهب أدراج الرياح لأسباب عدة. لقد ذهبت في السنة الماضية إلى مالي وسألت طفلا : هل أنت مسلم، فرد بالفرنسية : لا أنا أحيائي ( animiste). والحال أن الأحيائي لا ينظر أبدا إلي نفسه باعتباره أحيائيا إلا إذا كان حاصلا على دبلوم من المدرسة العليا في باريس. ومع ذلك، فإن هذا الطفل يتحدث عن ثقافته مستعينا بالمصطلحات التي يستخدمها الأنتروبولوجيون. ولقد شرح لي أنتروبولوجيون أفارقة أن الأهالي رووا لبعض الأنتروبولوجيين الأوروبيين ما كتبه منذ سنوات مارسيل غريول ( وقد أكد لي أصدقائي الأفارقة أن الأهالي أمدوا هذا الانتروبولوجي بمجموعة من المعلومات الخاطئة التي قام فيما بعد بجمعها في نسق مذهل شكك الكثير في أصالته). وعلى الرغم من كل سوء الفهم هذا، بالإمكان أن نقدم، إلى حد ما، وصفا ” محايدا” للثقافة .

إن معايير الحكم شيء آخر. إنها تعود إلى جذورنا، وتفضيلاتنا واستعمالاتنا وأهوائنا ونظام قيمنا، ومثال ذلك: هل نعتبر انتقال معدل الحياة من 40 إلى 80 سنة قيمة في ذاته ؟ قد يقول الكثير من المتصوفة إن حياة نذل عاش 80 عاما، لا تساوى شيئا أمام حياة القديس لويس دو غونزاغ الذي لم يبلغ الثالثة والعشرين من عمره. ولنفترض أن إطالة عمر الإنسان لها قيمة في ذاتها، فهذا معناه أن الطب والعلم الغربيين أرقى من الكثير من الممارسات الطبية الأخرى.

هل يمكن أن نعتبر التطور التكنولوجي وازدهار التجارة وسرعة المواصلات قيمة ؟ هناك الكثيرون يعتقدون ذلك، ولهم الحق في الاعتقاد أن حضارتنا التكنولوجية أرقى من غيرها. ولكن هناك الكثير في العالم الغربي ذاته من يعتقد أن الحياة المتناسقة مع محيط صاف تعد قيمة أساسية، وبسبب ذلك هم مستعدون للتخلي عن الطائرات والسيارات والثلاجات من أجل صنع سلال والتنقل على الأقدام من قرية إلى أخرى، لتجنب إحداث ثقب الأوزون. فمن أجل تحديد أي الثقافات أحسن لا يجب الوقوف عند الوصف ( كما يفعل ذلك الأنتروبولوجي )، بل يجب الاستعانة بنسق من القيم يعد التنازل عنها أمرا مستحيلا. استنادا إلى هذه الشروط فقط يمكن أن نقول إن ثقافتنا هي الأفضل، ولكنها كذلك عندنا فقط.

لقد بدأ الناس، في الأيام الأخيرة، يدافعون بطرق متعددة عن ثقافات مختلفة استناد إلى معايير مثيرة للجدل. ومنذ فترة قصيرة قرأت رسالة موجهة إلى يومية واسعة الانتشار، يتساءل فيها صاحبها لماذا تمنح جائزة نوبل باستمرا إلى غربيين وليس إلى شرقيين. إن هذا الشخص جاهل فهو لا يعلم أن الكثير من الجوائز الأدبية حصل عليها أدباء سود وكتاب إسلاميون، وأن جائزة نوبل للفيزياء حصل عليها سنة 1979 باكستاني يدعى محمد عبد السلام. وبالإضافة إلى هذا سيكون من تحصيل الحاصل التأكيد أن الجوائز يحصل عليها أولئك الذين يشتغلون في الأوساط العلمية الغربية، فلا أحد يجادل الآن في أن التكنولوجيا الغربية تعد طليعة العالم.

في طليعة ماذا ؟ إنها طليعة التكنولوجيا والعلم. وهل معيار التطور التكنولوجي معيار مطلق ؟ إن باكستان تملك القنبلة الذرية، في حين أن إيطاليا لا تملك هذه القنبلة. فهل معنى هذا أن الإيطاليين ينتمون إلى حضارة أقل شأنا من حضارة باكستان ؟ إن دعاة الحوار يطلبون منا احترام العالم الإسلامي، ويذكروننا بأن هذا العالم عرف الكثير من العظماء من أمثال ابن رشد وابن سينا ( للتذكير فإن ابن سينا ولد في بخارى القريبة جدا من أفغانستان). ومن المؤسف حقا أن الناس لا يذكرون إلا هذين العالمين، كما لو أن العالم الإسلامي لم يعرف غيرهما، وينسى هؤلاء الكندي، وابن باجة، وابن جبيرول وابن طفيل، والمؤرخ الكبير ابن خلدون ( XIV) ، الذي يعتبره الغرب بحق مؤسس علم الاجتماع. ويذكروننا أيضا بأن عرب إسبانيا كانوا مهرة في الجغرافيا والفلك والرياضيات والطب، في وقت كان فيه العالم المسيحي يئن تحت وطأة التخلف.

قد تكون كل الأشياء حقيقية، ولكنها لا تشكل كلها حججا، ذلك أن هذا النمط من التفكير قد يقودنا إلى القول أن فينسي ( Vinci)، وهي مقاطعة توسكانية نبيلة، أكثر رقيا من نيويورك لأن ليونار ولد في فينسي، في حين ستنتظر نيويرك 150 سنة لكي يأتي الهولنديون ويشتروا شبه جزيرة مانهاتن كلها من الهنود ب 24 دولارا. ومع ذلك، فإن نيويورك، ودون أن نمس كبرياء أحد، هي قلب العالم، لا فينسي.

إن الأشياء في تغير دائم، ولا فائدة من التذكير أن عرب إسبانيا كانوا متسامحين مع المسيحيين واليهود في الفترة التي كنا فيها نحن نحاصر غيتوهاتهم. ولا فائدة من التذكير أيضا أن صلاح الدين كان رحيما بأعدائه عندما استعاد القدس، ولم يكن المسيحيون كذلك مع العرب عندما استولوا علىها. كل هذه الأشياء صحيحة، ومع ذلك، ففي العالم الإسلامي هناك أنظمة أصولية وتيوقراطية لا تتسامح مع المسيحيين. ولم يكن بن لادن رحيما بنيويورك. لقد كانت أفغانستان ( bactriane)  ملتقى لحضارات عديدة، وها هم الطالبان يدمرون اليوم تماثيل بوذا. وعلى العكس من ذلك، لقد قام الفرنسيون بمجزرة القديس بارتليمي، ولكن هذا لا يسمح لنا اليوم بنعت الفرنسيين بالوحشية.

يجب ألا نعود إلى التاريخ، فهو سلاح ذو حدين. لقد كان الأتراك يخوزقون ( وهو أمر سيئ ) ولكن البزنطيين الأورتودوكس كانوا يفقؤون أعين آبائهم، ولقد أحرق الكاتوليكيون جيوردانو برنو. ولم يكن القراصنة العرب أقل شراسة من غيرهم، إلا أن القراصنة الانجليز قد أحرقوا المستعمرات الإسبانية في الكاريبي بترخيص من جلالتها. إن صدام حسين وبن لادن عدوان شرسان للحضارة الغربية، ولكن حضارتنا الغربية عرفت هي الأخرى أشخاصا أمثال هتلر وستالين. لقد كان ستالين جبارا لدرجة أنه كان يلقب بالشرقي، رغم أنه درس في المدرسة الإكليريكة وقرأ ماركس.

لا تجب مناقشة المعايير من زاوية تاريخية، يجب فعل ذلك من خلال مفاهيم تنتمي إلى عصرنا. والحال أن من الأشياء الجميلة في حضارتنا الغربية ( الحرة والمتعددة وهذه قيم نعتبرها أساسية لا يمكن التفريط فيها ) أننا اكتشفنا منذ فترة طويلة أن الشخص الواحد قد يستعمل معايير مختلفة ومتناقضة للحكم على قضايا مختلفة. ومثال ذلك أننا ننظر إلى معدل الحياة المرتفع باعتباره شيئا جميلا، في حين ننظر إلى التلوث البيئي كشيء قبيح، ولكننا ندرك أنه من أجل امتلاك مختبرات كبيرة لدراسة تمديد الحياة، يجب التوفر على أنساق من التواصل والتموين ستكون لاحقا سببا في التلوث.

وتمتلك الثقافة الغربية حاليا قدرة كبيرة للكشف عن كل تناقضاتها، وهي قد لا تستطيع حل هذه التناقضات، إلا أنها تعترف بوجودها وتصرح بذلك. وفي نهاية الأمر، فإن النقاش حول الموقف من العولمة لا وجود له إلا عند المشاغبين الذين يريدون أن يروا كل شيء بمنظار أسود. كيف يمكن أن نجعل جزءا من العولمة شيئا محتملا مع تجنب مخاطرها وظلمها؟ ما العمل من أجل تمديد حياة مئات الملايين من الأفارقة الذين تقتلهم السيدا، دون أن نقبل باقتصاد كوني يقتل المرضى بالسيدا جوعا ويفرض علينا ابتلاع غذاء ملوث ؟

إن نقد هذه المعايير، وهو نقد قام به الغرب بكل شجاعة، هو الذي يبين بالضبط إلى أي حد تعد قضية المعايير أمرا بالغ التعقيد. هل من الصحة في شيء أن يقبل المجتمع بالحق في “السر البنكي”؟ كثيرون يعتقدون ذلك. إلا أن هذا السر سيسمح للإرهابيين بوضع أموالهم بكل اطمئنان في بنوك لندن. وفي هذه الحالة هل يشكل الدفاع عن هذا السر قيمة إيجابية أم يعتبر قيمة مشكوكا فيها ؟

إننا نضع باستمرار معاييرنا موضع تساؤل. تلك هي بنية المجتمع الغربي، فهو يقبل أن ينكر مواطنوه أن يكون لمعيار التطور التكنولوجي قيمة إيجابية، ويعتنقون البوذية، أو الذهاب للعيش في مجتمع يرفض استعمال الإطارات المطاطية، حتى في العربات التي يجرها حصان. على المدرسة أن تعلم الناس كيف يحللون ويناقشون المعايير التي تبنى عليها أحكامنا الهووية.

لقد أنفق الغرب وقتا ومالا كثيرين من أجل دراسة عادات وتقاليد الآخرين، ولكن لا أحد سمح للآخرين بدراسة عاداتنا، ما عدا ما حصل في المستعمرات التي يحكمها البيض، حيث سمح للأغنياء بإرسال أبنائهم إلى أوكسفورد أو باريس للدراسة، وانظروا ماذا حصل بعد ذلك : فبعد أن أتم هؤلاء دراستهم في الغرب عادوا إلى بلادهم ليؤسسوا حركات أصولية، ذلك أنهم شعروا أنهم مرتبطون بمواطنيهم الذين لم يحصلوا على التكوين نفسه. إنها قصة قديمة : إن المثقفين الذين ناضلوا من أجل استقلال الهند درسوا في انجلترا.

ولنتصور أن الأصوليين الإسلاميين قاموا بدراسات حول الأصولية المسيحية ( ولن نهتم هذه المرة بالكاتوليكيين، بل بالبروتستنتيين الأمريكيين الذين يُعتبرون أشد تعصبا من كل آيات الله في إيران، فقد حاولوا بكل الطرق منع تدريس تصورات داروين في المدرسة ). أعتقد أن الدراسة الأنتروبولوجية لأصولية غيرنا قد تساعدنا في الوقت الراهن، على فهم أصوليتنا. إنهم سيدرسون تصورنا للجهاد ( ويمكن أن أمدهم في هذا المجال بكتابات هامة، بما في ذلك الكتابات الحديثة )، لعلهم ينظرون بعين نقدية لفكرة الجهاد كما هي موجودة عندهم.

 

* – جريدة Le monde الأربعاء 10 أكتوبر 2001

الاخبار العاجلة